رساله حب الوطن

الولادة الخريفية ابتدأت
تدفَقت أحاسيسنا المخنوقة
مع النبع النثري والشعري والجمالي .. والعاطفي .

رفضنا , كل ماهو غير صحيح .. وغير حقيقي .. وغير عادل ,
كل ماهو عدواني .. وحربي .. وهمجي , وبدائي .. وغير حضاري .

مرحلة عمرنا لم تعد تساعد على إنجاب الأطفال , وتوزيعهم في المطارات ,
والسجون , والقارات ,
أصبحنا نحمل الوطن بين جوانجنا وأحلامنا ..

أشعر اليوم وكأنني في حالة غير عادية .. في حالة حب مريمية
عندما كان حبيبي ورفيقي وراء القضبان ,
كتبت كثيراً .. ولَدت اّلامي ومعاناتي , نثراً .. وخواطر .. مثل زخَات المطر ..

واليوم , ونحن خارج حصن الوطن , أشعر بهذا الشوق , وبهذا الحب
وبنفس اّلام الولادة
سطرت عشرات الرسائل الغرامية
رسائل حب .. وعشق .. للوطن الأسير
لذاك الغائب الحاضر في أذهاننا وحياتنا
دوماَ وأبداَ ..

*
الألم , في الصدر .. في الحجر .. في الورق .. وفي الخبز ..

* *

الرحلة اليومية :
أنا والحرف .. أعيش في سطر واحد
أنا والكتاب .. أعيش في صفَ واحد
أنا والحبر .. والرصاص .. في دمع , في دم , في مداد واحد .
مع المكتبة , والفكر , مع المتحف والتاريخ ..
كي لا يتلف العقل
كي لا يصدأ الذهن
كي لا يموت الأمل
ويخيَم السراب .. والضباب وعنكبوت النسيان . على الذاكرة و الخيال ..

أنا والكتاب .. منذ الطفولة أصدقاء
عشقته ... برائحة الحبر والريشة
بصوره .. بنكهته
بطعمه .. وعذوبته
فرائحة الورق .. والحبر .. والخبر ..سواء .
أتذوَق نهارات أيامي المبللة بندى المعرفة
وأريج العلم وسحره .. !

***
غداً لنا لقاء .. يا وطني المقدَس
مع قهوة الصباح
مع ..ضم الحبق .. والريحان
أو , مع كأس المتّى .. وماء الزهر .. لنا لقاء
مع حقوق الإنسان .
لنا لقاء مع رغيف الزعتر .. وقرفة الشاي
أو شاي الأقحوان ..؟
لنا لقاء في هضبة الجولان
وتحرير الإنسان
لينتصرالحق و العدل فيك ومعك يا وطني .. لتنتصر الحياة
والحرية .. والأمان ....!

مشكووره