قصص الأطفال والقيم الخاطئة .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هيمنت على عقول أطفالنا نوعيات معينة من القصص الأسطورية التي هي من نسيج خيال العقل

و نحن استوردناها كما نستورد أية سلعة تجارية أتت إلينا من الغرب دون النظر وبشكل حاد إلى المادة التي تقدم إلى أطفالنا

فلو أمعنا النظر في تلك القصص لوجدنا أنها تخالف قيمنا ومبادئنا التربوية

فشخصية (( سندريلا )) والتي يتعاطف معها الأطفال لفقرها وصبرها على سوء معاملة زوجة أبيها

و لعل هذه المقدمة كانت هي العنصر المشوق في القصة

ولكن في الطرف المقابل كان الأمير يدعو أجمل الفتيات إلى قصره والأجمل من بينهن هي من ستكون زوجته

و على (( سندريلا )) أن تتمنى أن تنضم إلى حفلة الأمير لكي تبرز جمالها هي الأخرى من أجل لفت انتباه الأمير إليها

أليس من المخجل أن نغرس في نفوس فتياتنا الرغبة في استعراض مفاتنهن من أجل لفت أنظار ذوي الجاه والسلطان ؟!

و كيف نرسخ في أذهان أولادنا أن يكون قرار مصيري مثل الزواج يتوقف فقط على جمال الفتاة غير مبالي في أخلاقها وسلوكها

*

و قصة (( الأميرة النائمة ))

التي لن تستيقظ إلا على قبلة حارة من الأمير الشجاع

وهذا لغم آخر رص بعناية لتفجير الشهوة الجنسية الكامنة عند الطفل

أليس من المؤسف أن نقرأ إلى أطفالنا مثل هذه الحماقات

*

و قصة (( سنووايت أو فلة والأقزام السبعة ))

التي تعيش مع سبعة رجال في بيت واحد فلا مانع شرعي فهم أقزام

ولا أدري لماذا لم يجعل المؤلف هؤلاء الأقزام من النساء ؟!

*

وتفوق عليهن في قذارة أحداث قصتها هي (( عروس البحر ))

التي تعطي فتياتنا دروساً في التمرد على الأهل والهرب من البيت من أجل حبيبها الأمير ومن سخرية القدر أنها لم تتزوجه

لأنها كانت خرساء فلعل تضحيتها بصوتها كان رمزاً لتضحيتها بعفتها وشرفها

فما كان من الأمير إلا أن فكر أن تبقى معه كعشيقة لا كزوجة

*

وقصة تلك الفتاة (( ذات الشعر الذهبي الطويل ))

التي تعيش في برج عالي و لها شعر ذهبي طويل وبه صعد الأمير إليها فتحدث الخلوة بينهما

و يقنعنا المؤلف بهذه الرومانسية حتى تحدث المأساة عندما تكتشفها العجوز

لا أفهــــــــــــم ؟!

لم نغفل عن رداءة هذه القصص ؟

وكيف نجرؤ على سردها إلى أطفالنا ؟

و كأنها شيء مقدس من الشخصيات الخيالية !!

لا تأسر خيال الطفل فقط إنما تصل به إلى درجة التوحد في القيم

فتنصهر مبادئه الإسلامية في بوتقة السلوكيات الخاطئة التي تشربها منذ صغره عبر تلك القصص الغربية

ونحن بدورنا نسأل ؟!

هل تراثنا الأدبي يفتقر إلى القصص الجميلة ؟!

ألا نملك الاستقلال عن القصص الغربية ؟ التي تخاطب عقول أطفالهم لا عقول أطفالنا ؟

أم نحن نعجز عن تلقينهم قصص هادفة خالية من أي شوائب إجرامية وجنسية ؟!

نحـن نستطيـع لأننا نمــــلك المستقــبل بـين أيدينـا !!

و لنبدأ من جديـد في اختيـار أحســـن القصـص إلـى أجيــال الغـــد !!

يسلموووووووووويا عسل على موضوعك الرائع

يسلموو بجد بموضووع في قمه الرووعهـ